الـوطـن الـجـريـح

شعر: مثنى ابراهيم دهام
..
كيف نشدو؟ وفي القلوب صياحُ
……  و نــفــوسٌ  غــنــاؤهــنَّ  نــواحُ
..
و عـويـلٌ  لا يـنـتـهي  و أنـيـنٌ
……  و بـلادٌ  قـد مــزّقــتـهـا الـجـراحُ
..
فالأنـاشيـد ضيّـعـتـها خـطوبٌ
……  و الـمـواويـل بـعـثـرتـهـا الـريـاحُ
..
كان بالأمس في رُبـانا ربـيـعٌ
……  و ورودٌ  و نـــــرجــــسٌ  فـــوّاحُ
..
داهـمـتـهـا  أعاجـمٌ  و مـغـولٌ
…… فـاستـبـدّ الردى وضجَّ السلاحُ
..
أمـةٌ  تـلـبـسُ  الـدمـاء  رداءً
……  فـمـتى  من  نـزيـفـهـا  تـرتـاحُ؟
..
ذهب الأمس فادلـهـمَّ ظلامٌ
……  كـلّ يـومٍ  يـلـهـو  بـهـا سـفّـاحُ
..
ذاك شعبٌ تقاذفتـهُ المنافي
……  و ديـــارٌ   لـلـعـابـثــيـن  مَــراحُ
..
تلك بغداد تستـغيث وتـبكي
……  ليس فيها سوى الردى صدّاحُ
..
ودمشق الـعلا  علتها جراحٌ
……  و طـواها من الـمـنـايـا  وشاحُ
..
وليالي صنعاء قصفٌ وعصفٌ
……  وظـلامٌ ضـجّـت بـه الأشبـاحُ
..
وفـلسطيـن حـرّةٌ غاصبـوهـا
…..  جثموا فوق صدرها واستراحوا
..
وطني أيها الجريح المـعـنّى
……  فيك أمسٌ و حاضرٌ مسـتـبـاحُ
..
كيف تسمو على ظلام الليالي
……  ومتى يـعـتلي دجـاك الصباحُ؟
..
وسوى الروم في ديارك رومٌ
……  و على كـلّ  مـهـجـةٍ  ذبّــاحُ
..
لم يعد في رحاب صبرك صبرٌ
……  ليس يُجدي تـوجّـعٌ  و صيـاحُ
..
حيـنما تـشعل الظلام لهيـباً
……  يـطلعُ الفجرُ  والدياجى تُـزاحُ

24/1/2016

أضف تعليق